أسباب صعوبة البلع مشكلة بتواجه ناس كثيرين في أوقات مختلفة من حياتهم, وغالبا بتكون تجربة مزعجة بتأثر على راحتهم اليومية وطريقة عيشهم. الشخص اللي بيعاني منها بيحس إن الأكل أو الشراب عالق في حلقه, أو مش بينزل بسهولة للمعدة. ممكن البعض يفكر إنها حاجة بسيطة أو مؤقتة, لكن في أحيان كتير صعوبة البلع بتكون علامة على مشاكل صحية لازم تتشخص كويس ويتعالجوا عليها بشكل مناسب.
ما المقصود بصعوبة البلع؟
صعوبة البلع, اللي يسمونها طبيا عسر البلع, هي مشكلة بتخلي الشخص يحس بعيقة لما يحاول يبلع الأكل أو الشراب. أحيانا المشكلة بتكون بس مع الأكل الصلب, وأحيانا بتشمل حتى السوائل. بعض الناس يحسون بألم أو ضغط وهم بيبلعوا, وفي ناس تحس كأن في حاجة مسدودة في حلقهم أو صدورهم.
الموضوع مش بسيط, لأنه ممكن يسبب مشاكل كبيرة مثل نقص التغذية أو حتى خطر الاختناق أثناء الأكل, خصوصا عند كبار السن أو الناس اللي عندهم أمراض مزمنة أو مشاكل في الأعصاب.
أنواع صعوبة البلع
صعوبة البلع تنقسم عادة إلى نوعين رئيسيين، والفرق بينهم بيكون حسب المكان اللي فيه المشكلة في الجهاز الهضمي العلوي:
صعوبة البلع الفموية أو البلعومية (Oropharyngeal Dysphagia)
هذا النوع من المشاكل يظهر لما يكون في صعوبة في المرحلة الأولى من البلع, يعني لما نحاول ننقل الطعام من الفم للحلق. السبب غالبا بيكون ضعف في العضلات اللي بتساعد في هالعملية, أو مشكلة في الأعصاب اللي بتنسق حركة البلع. الشخص اللي بيعاني من هالمشكلة بيحس إن البلع صعب, وكأن الطعام واقف مكانه وما بيتحرك. مرات ممكن يسعل أو يحس بالاختناق بعد ما يبلع. كمان ممكن يطلع جزء من الطعام أو السوايل من الأنف أثناء الأكل, وهذا بسبب خلل في إغلاق الممرات الأنفية. كثيرا ما نلاحظ هالنوع من المشاكل عند الناس اللي مروا بسكتة دماغية أو المصابين بأمراض عصبية مثل مرض باركنسون أو التصلب المتعدد.
صعوبة البلع المريئية (Esophageal Dysphagia)
هذا النوع يصير لما تكون المشكلة في المريء نفسه, وهو الأنبوب اللي بينقل الأكل من الحلق للمعدة. المريض يحس إن الأكل واقف أو عالق في نص الصدر, وأحيانا يجيه ألم أو حرقة لما يمر الأكل. وفي بعض الأوقات, يرجع الأكل للفم بعد ما يبلعه بفترة قصيرة. أغلب الأحيان, هالحالة تكون نتيجة مشاكل مثل ضيق المريء, أو ارتجاع حمضي مستمر, أو حتى وجود أورام في المريء.
الأسباب الشائعة لصعوبة البلع
صعوبة البلع ممكنة لأسباب كثيرة, أحيانا تكون بسبب مشاكل في العضلات, أو الأعصاب, أو حتى في المريء نفسه. أحيانا تلعب الحالة النفسية دورها وتؤثر على القدرة على البلع بشكل طبيعي. الأمور تختلف من شخص لأخر, والسبب قد يكون واحد أو أكثر مجتمعة.
اضطرابات العضلات والأعصاب
مشاكل العضلات والأعصاب من أكثر الأمور اللي تسبب صعوبة في البلع. لما يصاب أي جزء من الجهاز العصبي اللي مسؤول عن تنظيم حركة البلع, بتصير العملية معقدة وصعبة. مثلأ, السكتة الدماغية بتأثر على عضلات الحلق واللسان, وهذا بيخلي التحكم في البلع تحدي كبير. كمان مرض باركنسون بيخلي حركة العضلات بطيئة ومش متناسقة. أما التصلب الجانبي الضموري (ALS), فهو بيضعف الأعصاب اللي بتتحكم في عضلات الفم والحنجرة. وفي التصلب المتعدد (MS), الإشارات العصبية بتتأثر وهذا بيأثر على التنسيق بين العضلات التي تتحكم في عملية البلع تحتاج إلى تنسيق دقيق. أحيانا, مرض الوهن العضلي الوبيل يضعف هذه العضلات بسرعة, بحيث تصبح متعبة وفاقدة للقوة بعد محاولات بسيطة.
أمراض المريء
أمراض المريء تلعب دور كبير لما يتعلق بصعوبة البلع. أي مشكلة في حركة المريء أو تركيبه ممكن تعطل مرور الطعام بسهولة. من أشهر هذه المشكلات هو الارتجاع المريئي, اللي يحصل لما حمض المعدة يرجع للمريء, وهذا يسبب التهابات مستمرة ومع الوقت يضيق جدار المريء شوي شوي. بعض الناس يعانوا من تشنجات بالمريء, يعني عضلاته تنقبض بطريقة غريبة وقت البلع, وهذا يسبب لهم ألم وضغط في الصدر. كمان في حالات تضيق المريء اللي ممكن تنتج عن التهابات أو جروح أو حتى بسبب تناول مواد كاوية تسبب ضرر. أحيانا تظهر أورام في المريء, بعضها يكون غير ضار وبعضها قد يكون خطير, وهذه الأورام قد تسبب انسدادا جزئيا للطريق الذي يمر من خلاله الطعام. أحيانا أخرى, ابتلاع أدوية كبيرة الحجم أو مواد كيميائية يمكن أن يهيج جدار المريء, فيصبح منتفخا ومؤلما, مما يجعل البلع أمرا صعبا.
الأسباب الهيكلية والتشريحية
أحيانا, أسباب صعوبة البلع تكون بسبب تغييرات في شكل أو حجم بعض الأعضاء. مثلأ, لما تتضخم الغدة الدرقية, ممكن تضغط على المريء أو القصبة الهوائية, وهذا يعرقل مرور الطعام. كمان, وجود زوائد أو جيوب صغيرة في المريء (تسمى Diverticula) ممكن يخلي الطعام يتجمع فيها, وهذا يسبب شعور بالامتلاء أو حتى رائحة فم غير مرغوبة. في حالات ثانية, مثل الفتق الحجابي, لما يرتفع جزء من المعدة نحو الصدر, ممكن يؤثر على عمل المريء ويسبب ألم أو صعوبة في البلع. وأيضا, بعض الناس يولدون بتشوهات في المريء, مثل كونه أقصر أو مسدود جزئيا, وهذا يؤثر على طريقة البلع, تعتبر من الحالات النادرة التي تظهر عند الولادة, وغالبا ما تتطلب إجراء عملية جراحية في وقت مبكر.
الالتهابات والحالات المؤقتة
أحيانا نشعر بصعوبة في البلع, وغالبا ما تكون هذه المشكلة مؤقتة وما فيها خطير. السبب في الغالب يكون التهاب بسيط في الحلق أو اللوزتين. أحيانا الالتهابات الفطرية, مثل فطر الكانديدا, أو العدوى البكتيرية ممكن تسبب تهيج في المريء ويخلي البلع مؤلم. حتى نزلات البرد والإنفلونزا ممكن تخلي الحلق متورم والغدد اللمفاوية تنتفخ, وهذا يسبب صعوبة في البلع لفترة قصيرة, وعادة تتحسن بعد أيام من العلاج.
الأسباب النفسية والعاطفية
أحيانا, أسباب صعوبة البلع لا تكون بسبب مشكلة جسمانية واضحة. يمكن أن تكون ناتجة عن التوتر أو القلق المستمر. في هذه الحالة, يشعر الشخص بشيء غريب في حلقه, كأن هناك كرة أو جسم عالق, رغم أن الممر خالي من أي عائق فعلي. هذا الشعور شائع بين من يعانون من القلق أو الضغط النفسي. وعادة ما يتحسن الوضع عندما يهدأ الشخص أو يحصل على علاج نفسي يساعده على التعامل مع التوتر.
الأعراض المصاحبة لصعوبة البلع
تختلف الأعراض حسب السبب, لكن أغلب الناس يشعرون وكأن الطعام عالق في حلقهم أو صدرهم. في بعض الأحيان, يرافق هذا شعور بألم عند البلع, أو الحاجة لشرب ماء حتى يمر الطعام بسهولة. أحيانا, قد يصاحب الأكل سعال مفاجئ أو حتى شعور بالاختناق, سواء أثناء الأكل أو بعده مباشرة. بعض الأشخاص يفقدون شهيتهم تدريجيا, بدون سبب واضح, ويبدأ وزنهم ينخفض. أيضا, قد يعاني البعض من رجوع الطعام أو الأحماض إلى الفم, أو من بحة في الصوت تظهر بشكل متكرر بسبب تهيج الأحبال الصوتية.
تشخيص صعوبة البلع
عادة ما يبدأ الطبيب بفحص دقيق والتعرف على التاريخ الصحي للمريض. أحيانا يحتاج لعمل بعض الفحوصات الإضافية ليعرف السبب بشكل أوضح. من بين هذه الفحوص, هناك تصوير الباريوم, حيث يشرب الشخص سائل خاص يتم تصويره بالأشعة أثناء مروره في المريء, وهذا يساعد في تحديد مكان المشكلة. أيضا, يمكن للطبيب استخدام التنظير الداخلي ليشاهد جدار المريء والحلق مباشرة, وأحيانا يأخذ عينات للفحص. وفي بعض الأحيان, تجرى اختبارات لقياس ضغط عضلات المريء أثناء البلع, أو فحوصات عصبية إذا كان هناك شك في وجود سبب يتعلق بالأعصاب. الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي تلعب دورا مهما في كشف الأورام أو العيوب التي تكون موجودة منذ الولادة.
طرق علاج صعوبة البلع
العلاج يبدأ بفهم السبب الحقيقي للمشكلة. لو كانت الالتهابات أو الارتجاع المريئي وراءها, يصف الطبيب أدوية تخفف الحموضة أو تقضي على الجراثيم أو الفطريات. أما لو كان المريء يعاني من تشنج, فهناك أدوية تساعد على استرخاء العضلات أو توسيع الممر.
أما لو كانت المشكلة مرتبطة بالجهاز العصبي, فالعلاج يكون مختلف. هنا, يعتمد المريض على جلسات تأهيل مع أخصائي علاج نطق. خلال هذه الجلسات, يتعلم كيف يبلع بطريقة أمنة, ويقوم بتمارين تقوي عضلات الفم والحنجرة, وتحسن التوافق بينها. هذا يساعده كثيرا في استعادة قدرته على الأكل والشرب بشكل طبيعي.
لو السبب كان تشريحيا مثل ضيق المريء أو وجود أورام, ممكن يحتاج الأمر تدخل جراحي أو تنظير لتوسيع المريء أو إزالة العائق. أما إذا كانت الحالة صعبة جدا وما بقدر المريض يبلع الأكل, فممكن يركبوا له أنبوب تغذية مؤقت عشان يضمنوا وصول الغذاء الضروري.
كمان جزء مهم من العلاج هو تغيير النظام الغذائي. ينصح المرضى ياكلوا أطعمة طرية مثل الشوربات, العصائد, والبطاطس المهروسة, ويتجنبوا الأكل الجاف أو الصلب اللي ممكن يصعب عليهم البلع. من الأفضل تقطيع الطعام إلى قطع صغيرة وتناوله ببطء. لا تنسى أن تشرب كمية مناسبة من الماء أثناء الأكل.
الوقاية وتحسين جودة الحياة
يمكنك تقليل فرص الإصابة بمشاكل في أسباب صعوبة البلع باتباع بعض العادات الصحية البسيطة. مثلا, حاول تمضغ الطعام جيدا وتأكل ببطء, فهذا يساعد كثيرا في تجنب مشاكل كثيرة. ومن المهم أن تجلس بشكل مستقيم أثناء تناول الطعام وحتى بعد الانتهاء, لأن هذا يقلل من احتمالية رجوع الطعام إلى المريء. كذلك, من الأفضل الابتعاد عن التدخين والمشروبات الكحولية لأنها تسبب تهيج في بطانة المريء. ولا تنسى تشرب كمية كافية من الماء طوال اليوم لتحافظ على ترطيب جسمك.
التحكم في التوتر والقلق مهم جدا, لأن الاسترخاء يساعد على تقليل مشاكل البلع الوظيفي. وإذا لاحظت أي أعراض مستمرة أو تسبب لك ألم, من الأفضل أن تزور الطبيب بسرعة. هذا ضروري حتى تتجنب مشاكل أكبر مثل سوء التغذية أو التهاب الرئة اللي ممكن يحصل لو دخل الطعام عن طريق الخطأ إلى مجرى التنفس.
في النهاية, صعوبة البلع ليست أمرا بسيطا يمكن تجاهله, بل هي إشارة قد تكون لمشكلة في العضلات أو الأعصاب, أو حتى في المريء, وأحيانا قد تكون مرتبطة بالحالة النفسية. من المهم الكشف المبكر لتحديد السبب بدقة, وهذا يساعد في وضع خطة علاج مناسبة. في معظم الحالات, يمكن علاج المشكلة سواء بالأدوية, أو العلاج التأهيلي, أو أحيانا ببعض الإجراءات الجراحية البسيطة. بالإضافة إلى ذلك, الاهتمام بنظام الأكل واتباع عادات صحيحة أثناء تناول الطعام يمكن أن يخفف الأعراض بشكل كبير ويحسن من جودة الحياة.
أقرأ أيضا:
